سلسلة علو الهمة 2

يا عالي الهمة
بقدر ما تتعنى .. تنال ما تتمنى

إن عالي الهمة يجود بالنفس والنفيس في سبيل تحصيل غايته ، وتحقيق بغيته ، لأنه يعلم أن المكارم منوطة بالمكاره ، وأن المصالح والخيرات ، واللذات والكمالات كلها لا تنال إلا بحظ من المشقة ، ولا يعبر إليها إلا على جسر من التعب :

بصرت بالراحة الكبرى فلم أرها تنال إلا على جسر من التعب

وقيل :
فقل لمرجي معالي الأمور بغير اجتهاد : رجوت المحالا

وقال آخر :

الذل في دعة النفوس ولا أرى عز المعيشة دون أن يشقى لها

قال الصديق أبو بكر رضي الله عنه :
" والله ما نمت فحلمت ، ولا توهمت فسهوت ، وإني على السبيل ما زغت " أي شغلته الحروب والفتوح وإرساء جهاز دولة الخلافة إلى حد أنه لا يتسنى له أن يستغرق في نومه ، ولا يتاح له أن يحلم ..

ولا ريب عند كل عاقل أن كمال الراحة بحسب التعب ، وكمال النعيم بحسب تحمل المشاق في طريقه ، وإنما تخلص الراحة والنعيم في دار السلام ، فأما في هذه الدار فكلا ولمًّا ..

وقال مسلم في صحيحه : قال يحيي بن أبي كثير : " لا ينال العلم براحة البدن " ..

وقيل للربيع بن خثيم : " لو أرحت نفسك ؟ " ، قال : " راحتها أريد " ..

أحزان قلبي لا تزول حتى أبشر بالقبول
وأرى كتابي باليمين وتسر عيني بالرسول

فكيف نعلو بالهمم ؟ ..









0 التـعـلــيــقــات

إرسال تعليق