فني يرضي ربي ::: رسالة حب :::

فني يرضي ربي ::: رسالة حب :::
قبل الرسالة .. دعني أهنئك على موهبتك الرائعة ، وأسجل إعجابي بها ..
فالموهبة – أي موهبة – هي هِبَة من الله سبحانه وتعالى للإنسان ..

سين وجيم .. مع ( فنان ) :
- الحمد لله بيني وبين ربنا عمار ... وربك رب قلوب :
ونعم بالله عز وجل .. لكن ألا تلاحظ معي من آيات كتاب الله .. أنه دومًا يقول :
(  الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَات ) ؟ ..
ليس بالإيمان فقط يتحقق إخلاصنا الحقيقي وطاعتنا الكاملة لله .. بل الإيمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل .. فما رأيك في عملك ؟  هل هو ترجمة حقيقية للإيمان الذي يسكن قلبك ؟
  
سأجهدك معي بعض الشىء لكن تحملني .. لأني خائف عليك وأحب لك الخير ..
ارسم جدول من خانتين .. اكتب في الأولى : قلبي .. واكتب في الثانية : فعلي ..
ستكتب في خانة قلبي مثًلا : أنا مسلم موحد ، مؤمن بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، أن الموت حق ، والبعث حق ، والنار حق ، والجنة حق ..
فماذا ستكتب في خانة : فعلي ..؟؟




هل رأيت / رأيت ِ .. كم أن الفعل بعيد كل البعد عن محتوى القلب ؟ .. بل أرأيت كم هو يناقضه ويعاديه ؟ ..
فماذا ستفعل حيال ذلك ؟ ..

- يعني أنت ملاك وأنا الشيطان ؟ .. :
من قال لك هذا ؟ .. من يكتب إليك الآن إنسان تكبله الذنوب من رأسه لأخمص قدميه .. لكنه دومًا يستغفر الله تعالى ويتوب إليه كلما أساء .. وإذا أذنب لا يجاهر بذنبه ويعلنه على كل الناس كما تفعل أنت .. ومن يدري يا أخي / أختي .. ربما تكون أنت بعد توبتك وعودتك لطريق الله أفضل مني ، وأعلى مني درجات ودرجات عند الله تعالى ..



- طب مانا كمان ممكن أمثل وأغني وأستغفر ربنا ، ده أنا بعتمر وبحج باستمرار :
تاب الله علينا وعليك .. وتقبل منا ومنك .. لكن المشكلة أن فعلك لا يختص بك وحدك .. يشاهدك الآلاف .. يتأثر بك الملايين .. تفتتن بك القلوب والعقول .. فهل يا ترى توبة كل هؤلاء أسهل، أم توبتك أنت وحدك ؟
إن الله على كل شىء قدير .. لكني عندما أحدثك الآن ، أتخيل أنني أحدث شجرة عملاقة غزيرة الأوراق والأغصان ، لكنها لا تقبل أن ترتوي بالماء الطاهر .. فكانت النتيجة أن أوراقها ذبلت واصفرت ، وأغصانها تيبست وجفت .. وأنا أريد إنقاذ تلك الشجرة بأي ثمن من مصيرها المحتوم ..
فهل أتوجه لأوراقها الصفراء ورقة ورقة وأسكب عليها الماء ، أو أربط على أغصانها غصنًا غصنًا ؟؟  أم يكون الأسهل والأجدى أن أسقي جذور الشجرة في الأرض .. أروي روحها بقطرات القرآن وطاعة الرحمن لتعود لها الحياة .. فيمتد اللون الأخضر الجميل من جذورها إلى ورقها ؟؟ ..

- لكن أنا بمثل مشكلات المجتمع وبعبر عن آلام الناس ، نيتي سليمة وإنما الأعمال بالنيات،أنا بمثل حقيقة واقعة وليس من خيالي :
وكم أشهد لك صدقًا بالبراعة في ذلك .. لقد جسدت المشكلات الاجتماعية والإنسانية تجسيدًا يكاد يكون واقعيًا .. حتى انبهر بك النقاد واكتسبت الجوائز من المهرجانات ..
لكن بالله عليك أخبرني .. هل قدمت الحل الفعال لتلك المشكلات التي تجسدها ؟ ..
هل انصلحت الأحوال بعد أن قدمت مسلسلك أو فيلمك للمشاهدين ؟ .. 
أم أنك قد أفسدت الطاهر .. ونبهت الغافل .. وأثرت حب السوء في النفوس ؟ .. وجرأت القلوب على ممارسة نفس المعصية وزينتها في أعينهم ؟ ..
هل لك أن تخبرني .. ما شأني أنا بمشكلة هذا الرجل العربيد الذي يخون زوجته ؟..
أو مأساة هذه المرأة التي اضطرت أن تبيع جسدها ؟ ..
ما شأني بقصة الحب الملتهبة بين شاب وفتاة ، والتي تمت بالطبع في الحرام .. والمشاهد الساخنة التي تحدث بينهما طوال العمل ( الفني ) ، ثم رفض والدي الفتاة أن يقبلوا بزواجها من الشاب الذي تحبه ؟

ما هو النفع الذي يعود علي وعلى أهلي ومجتمعي من تمثيل تلك القضايا وما شابهها ؟ ..
هل سيشعر كل رجل خائن بضميره يؤنبه بعد ( الفيلم ) ويعتذر لزوجته ويحيا مخلصًا لها ؟ ..
هل ستعثر كل امرأة زانية بعد ( المسلسل ) على رجل يشفق عليها ، ويقبل بها زوجة له ؟ .. 
هل سيزوج كل أب ابنته لأي شاب يطرق بابه بعد ( الكليب الغنائي ) عندما يقول له : أنا أحب ابنتك بجنون وهي تحبني ؟؟..

بالطبع لا ..
إذن أنت تدرك معي الآن ، أن تعبيرك عن هذه المشكلات وغيرها ، وتجسيدك لها على الشاشة لا يفيد بأي شىء .. بل هو  يضر ولا ينفع أحد ..

- أنت لا تفهم ، إن الممثل والممثلة حين يؤدون مشهدًا من تلك المشاهد الغرامية ، يؤدون عمًلا محضًا بلا مشاعر ، بل وربما يكونوا في الحقيقة يبغضون بعضهم البعض ، إنه مجرد تمثيل :
أفهم مقصدك جيدًا .. لكن بفرض أن سلمنا بحقيقة ما تقول .. ما الذي يصل للمشاهدين في نهاية الأمر ؟ ..
هل كل شاب وفتاة يشاهدون ذلك ( التمثيل ) سينظرون إليه من الناحية العملية المحضة مثلك ؟ .. كلا بالطبع .. فمشاعرهم تتأثر بما يشاهدون من فتنة وإغواء .. ولربما حاولوا تقليد ما شاهدوه من فرط تأثرهم به .. وهذا ما يحدث بالفعل في مجتمعنا الآن ولا يمكن إنكار ذلك .. 

- أنا لا أضرب أحد وأقول له شاهدني بالقوة ، لا أجبر أحد أن يذهب للسينما أو يتابع القناة أو المسلسل أو الكليب :
في هذه أنت لديك بعض الحق بالفعل ..
لكن هذا لا ينفي أن عملك يفرض علي فرضًا .. بما أني مضطر لمشاهدة التلفاز فسأراك عليه ولو صدفة .. مضطر لقراءة الجرائد التي ستنشر بالتأكيد في جزء منها أخبارك .. مضطر للسير في الشوارع التي تعرض على جدرانها دعاية لأحدث أعمالك ..
مضطر لرؤية آثار عملك على أخلاق مجتمعي بكامله أينما ذهبت ..
لذا كما قلت لك سابقًا .. أنت الشجرة التي إذا ارتوت جذورها وأينعت أوراقها، ارتوى معها كل الناس وانصلح بها حالهم ..

- تحدثني كأني وباء أو فيروس ، أو كأني سبب كل المشكلات في الكون :
لا والله لا أقصد ذلك أبدًا .. وإن كنت فهمت ذلك من كلامي فأنا آسف وأعتذر لك .. ألا ترى عنوان رسالتي لك ؟ .. إنها رسالة حب .. أتمنى من كل قلبي أن تحيا في نعيم وخير .. في طهر وصلاح .. في طاعة الله الذي توحده، ورسوله الذي تؤمن به رحمة للعالمين ..
أتمنى من كل قلبي أن أرى فنك مثل عنوان رسالتي لك .. أرى فنك رسالة حب وإعمار ونفع  .. لا رسالة هدم وفتنة وتخريب ..
لا أقول لك أن تحرم نفسك أو تحرمنا من موهبتك .. لكن أنصحك لوجه الله أن تعيدها لمسارها الصحيح ..
المسار الذي يرضي الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم .. المسار الذي لا يضيرك ولا يضرني .. بل يعود بالنفع على كلينا .. وعلى أمتنا كلها ..
الفن الهادف النظيف .. قصص الكفاح .. قصص النجاح .. عِبَر التاريخ .. الأخلاق الجميلة .. الأهداف النبيلة .. وغيرها الكثير من الأمور النافعة ، التي بإمكانك أن تسخر لها موهبتك ..

- لكن أنا لو فعلت ذلك سأخسر كل شىء .. فالجمهور هو من يحب التجاوزات والإباحيات .. ما قيمتي بدون جمهور ؟ :
ألا أروي لك حديث للنبي صلى الله عليه وسلم .. وكأنه يخاطبك ويخاطب كل من يفكر مثلك ؟ ..أم أنك لا تثق في كلام نبيك صلى الله عليه وسلم ، الذي لا ينطق إلا بوحي من الله تعالى  ؟ ..
لقد قال :
( من أرضى الله بسخط الناس ، كفاه الله الناس ، و من أسخط الله برضى الناس ، وكله الله إلى الناس )
الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 2311 خلاصة حكم المحدث: صحيح

ألا تسمع قول الله تعالى :
{ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } الذاريات : 58
لا تغتر بتقافز الناس فرحًا حولك الآن وتكالبهم عليك .. وتذكر كل فنان تقدم به العمر وأصابته الأمراض ، وظل يعاني حتى مات وحيدًا ومفلسًا .. ولم يجد حتى من يرافق جنازته من أصدقائه الفنانين ، أو جمهوره الذي كان ملء السمع والبصر يومًا ..! 


ألا تكتفي بدعائي لك وسعادتي بك ، أنا والملايين الذين ستملأ الفرحة قلوبهم بعودتك إلى الله، ويسكن احترامك وحبك قلوبهم مثلي .. ومتابعتنا الشغوفة لأعمالك الجديدة الهادفة الراقية .. ؟
بل .. ألا تكتفي أن خالقك رب السماوات والأرض راض عنك ؟ ..




      

 المجال .. ويوم السؤال :
هذه الوسامة أخي التي تصاب الفتيات بالجنون الآن لها .. وهذا الجمال أختي الذي يثير الشباب الآن .. إنما هو نعمة من الله تعالى .. وصيانة النعمة لا تكون أبدًا باستخدامها فيما يغضب الله .. إنما بشكره عز وجل عليها ، وذلك بحفظها من كل معصية وسوء ..

إن هذا الشباب سوف نسأل عليه يوم الحساب .. فيم أبليناه ؟ .. بماذا ستجيب ربك حينذاك ؟ ..
أبليت شبابي يا الله في التمثيل المخزي ، والغناء الحرام ، والرقص الخليع ؟
أبليت شبابي يا الله في الحب والغرام والعلاقات المحرمة ؟
أبليت شبابي يا الله في معصيتك وفتنة عبادك ؟
بالله هل تحتمل هذه الإجابة؟ .. هل سيمكنك النطق بهذه الكلمات في حضرة خالقك الجليل .. مالك الملك ؟ ..
الله الذي قال لك : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } ..
أهذه هي عبادتك لله ؟ ..





ويا فنان / ـة قد تجاوز الشباب ومازال بالمجال ..
بم ستجيب ربك يوم يسأل : عن عمره فيم أفناه ؟ ..
تكلل رأسك برسول الموت ( المشيب ) .. ومازلت تصر على كل فعل معيب ؟ ..
أغرك لقب الفنان ( القدير ) .. وغفلت عن قرب لقاء الله القدير .. ؟






يا من قد وهى شبابه ، و امتلأ بالزلل كتابه ، أما بلغك أن الجلود إذا استشهدت نطقت ! أما علمت أن النار للعصاة خلقت !
إنها لتحرق كل ما يُلقى فيها، فتذكر أن التوبة تحجب عنها، و الدمعة تطفيها ..
هل نسيت الموت ؟ ..
هل نسيت عذاب القبر ؟ ..





قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه، تعوذوا بالله من عذاب النار، تعوذوا بالله من عذاب القبر، تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن)
الراوي: زيد بن ثابت المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2262 خلاصة حكم المحدث: صحيح
هل هان عليك ِ الله ذو الجلال يا أختاه .. أن تقولي بعد كل عمل ( فني ) كشفت ِ فيه جسدك للرجال وتركتيه رخيصًا بين أيديهم  :
- الحمد لله لقد وفقنا الله في أداء هذا العمل !! ..
أهانَ عليك ِ الله ؟ ..
أهانَ عليكم الله ؟ ..


{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } الزمر : 67
يا صاحب الخطايا .. أين الدموع الجارية ..  يا أسير المعاصي إبك على الذنوب الماضية .. أسفاً لك إذا جاءك الموت و ما أنبت ، وا حسرة لك إذا دُعيت إلى التوبة فما أجبت .. كيف تصنع إذا نودي بالرحيل و ما تأهبت ..
ألست الذي بارزت بالكبائر و ما راقبت  .. !



الرجال الحق :
يا من تدعي ( الرجولة ) .. كيف لي أن أصدقك ، بينما أنت تترك زوجتك أو أختك أو ابنتك أو أمك فريسة سهلة لأشباه الرجال ، يمتعون أنظارهم بمظهرهن وملابسهن ،  وتصل أياديهم بحرية لأجسادهن ، وكل هذا باسم ( الفن ) !



إذا لم تكن تحفظ أهلك لحميتك وغيرتك عليهن ، نتيجة خطأ اعتقاداتك عن مفاهيم الحرية المغلوطة في هذا الزمن ، فعلى الأقل حافظ عليهن كي لا تحرم من الجنة ..
حافظ عليهن .. حذرًا من التعرض لبغض الله لك ، فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام :
- ( إن الله يبغض الفُحش والتفحُش )
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 11/90خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح


إن الله عز وجل غيور .. وغيرته أن تؤتى محارمه .. أفلا نغار نحن على أهلنا وأعراضنا ؟ ..

انظر معي لصفات ( الرجال ) الحق في كتاب الله المجيد ؟ :
- ( رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِين )  التوبة : 108
يتطهرون بالتورع والاستغفار من الذنوب والمعاصي .

- ( رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَار ) النور : 37
رجال لا تشغلهم تجارة ولا بيع عن ذِكْرِ الله ، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة لمستحقيها, يخافون يوم القيامة الذي تتقلب فيه القلوب ، بين الرجاء في النجاة والخوف من الهلاك، وتتقلب فيه الأبصار تنظر إلى أي مصير تكون ..؟

-  ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا )  الأحزاب :23
من المؤمنين رجال أوفوا بعهودهم مع الله تعالى, وصبروا على البأساء والضراء وحين البأس: فمنهم من وَفَّى بنذره، فاستشهد في سبيل الله ، أو مات على الصدق والوفاء, ومنهم مَن ينتظر إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة , وما غيَّروا عهد الله, ولا نقضوه ولا بدَّلوه, كما غيَّر المنافقون .

ماذا يمنعك ؟؟
يا كل فنان / فنانة :
أخبرني بالله عليك ..
ماذا يمنعك من العودة إلى الله ؟
هل هو حب المال ؟

فلتعلم أن الله عز وجل لم يذكر المال في القرآن إلا بالذم في أغلب الآيات :
{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً }الكهف :46
فإذا كانت الدنيا بكل ما فيها لا تعدل عند الله تعالى جناح بعوضة ، فماذا عن زينتها ؟

{ أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِين . نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَّا يَشْعُرُونَ }المؤمنون : 55 - 56 
أيظنوا أن ما نمدُّهم به من أموال وأولاد في الدنيا هو تعجيلُ خيرٍ لهم يستحقونه ؟ ، إنما نعجل لهم الخير فتنة لهم واستدراجًا, ولكنهم لا يحِسُّون بذلك .

{يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ }الشعراء : 88
{مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ }الحاقة : 28
ما نفعني مالي الذي جمعته في الدنيا .

{الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَه . يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ } } الهمزة : 2-3 .
الذي كان همُّه جمع المال وتعداده ، ظن أنه ضَمِنَ لنفسه بهذا المال الذي جمعه, الخلود في الدنيا والإفلات من الحساب .

ماذا يمنعك من العودة إلى الله ؟
أهو حب الشهرة ؟
فلتستمع لحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم : 
{ بحسب امرئ من الشر أن يشار إليه بالأصابع في دين أو دنيا ، إلا من عصمه الله }
الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن حجر العسقلاني  - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم:  5/64  -خلاصة حكم المحدث: [حسن]
الشهرة لا تذم لذاتها  ، وإنما المذموم طلبها والسعي في الحصول عليها ، فقد تكون الشهرة للإنسان من غير طلب ولا سعي فيها ، وإنما نال الشهرة بين الناس بعمله وجده ونشاطه، ونفعه لهم ومحبة الناس له ، وحينئذ فإنه سيشتهر بينهم ، وهذا لا يذم إن حصل ..
فإذا كان السعي إليها مكروه ومذموم في الحلال ، فما بالك بالشهرة التي  تنتج عن فعل حرام لا شك في أصله .. الشهرة التي هي مذلة للتابع وفتنة للمتبوع .. فمن يفتن بك فلا ريب أنه سيحاول تقليدك في كل أفعالك .. ولا ريب أن كل سيئات من فتن بك ستنضم إلى صحيفة أعمالك .

 قال الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى (عليه الصلاة والسلام) :
{ ... من سن سنة سيئة فعمل بها بعده ، كان عليه وزره ، ومثل أوزارهم ، من غير أن ينقص من أوزارهم شيئا }
الراوي: أبو جحيفة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 173 خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح

ماذا يمنعك من العودة إلى الله ؟
أهو الخوف من عدم مغفرته لك ؟

أقسم لك .. أقسم لك .. أقسم لك .. سيغفر لك ..
بل وسيفرح بتوبتك ، فرحة مَن ضاع منه طعامه وشرابه في الصحراء الموحشة حتى استسلم للموت ، ثم فجأة وجد طعامه وشرابه أمامه ، ومن شدة ذهوله وسعادته بنجاته من الموت قال :
اللهم أنت عبدي وأنا ربك .. !
أخطأ في اللفظ من شدة الفرح ..
بل ومن سعادته بعودتك إليه ، سيبدل كل سيئة فعلتها في حياتك إلى حسنات .. !

ألا تصدقني ؟
فلتصدق كلام الله تعالى :
{ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً }النساء :17
 


{ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ } الشورى :25

فلتصدق كلام الذي لا ينطق عن الهوى ، صلى الله عليه وسلم :
- ( لا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من المغرب )
الراوي: ابن السعدي المحدث: ابن كثير - المصدر: تفسير القرآن - خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
ماذا يمنعك من العودة إلى الله ؟
أهو التعود على الحياة البراقة  ظاهرًا - والمظلمة باطنًا - التي تحياها ، والحسرة على النجاح ( الزائف ) الذي حققته ؟
انظر إلى حديث حبيبك رسول الله ، الذي أنا على يقين أنك على استعداد أن تفتديه بحياتك :
- ( ما ترك عبد شيئًا ، لا يتركه إلا لله ، إلا عوضه الله منه ، ما هو خير له في دينه ودنياه )
الراوي: - المحدث: الزرقاني - المصدر: مختصر المقاصد - خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره
أفلا تطيعه وتثق به .. وتتبع النور المنبعث من كلماته ؟


--------------------------------------------

انتهت رسالتي إليك ..
رسالة الحب التي يبعثها لك ملايين معي .. الملايين الذين يحبونك بحق ويريدون لك الخير .. ومن أغلى أمانيهم في الحياة أن تعود إلى الله .. إلى دين الله .. إلى رسول الله .. و إلينا ..
إذا وصلتك رسالتي وعدت إلى الله بسببها ، فتأكد أن الله تعالى يحبك وقد أراد بك الخير في دنياك وآخرتك .. بل قد طلبك هو سبحانه بعفوه قبل أن تطلبه .. وسعى هو إليك بلطفه ووده قبل أن تسعى إليه .. فابدأ على الفور في كل طاعة .. ولا تسوف في تعويض نفسك عما ألحقته بها من ظلم .. وعش سعيدًا مطمئنًا بعد دموع ندمك وتوبتك ..

وإذا وصلتك رسالتي ولم يتأثر قلبك وفعلك بما فيها .. فهي حجة جديدة لله عز وجل قد سجلت عليك .. فانتبه .. واحذر على نفسك من التعرض لسخط الله وغضبه .. ولن أقول سوى :
{ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ .... وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ } غافر : 44
.......................................................................
* المصادر :
القرآن الكريم .
أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم - موقع الدرر السنية .
التفسير الميسر .
تفسير ابن كثير .
مواعظ وحكم منتقاة لابن الجوزي .

......................................................................
ساهموا في النشر ولكم الأجر العظيم إن شاء الله، فالدال على الخير كفاعله :
أرسلها لصفحة كل فنان / فنانة / مخرج / مؤلف / مصور / مطرب / منتج ... على الفيسبوك
بنرات :







7 التـعـلــيــقــات:

  1. بسم الله ما شاء الله رائعة جدا ،،

    جعلها الله في ميزان حسناتك

    أتمنى حقا أن ينتشر هذا الموضوع في جميع الجروبات بالفيسبوك

    لكن هل جربت إضافته إلى صفحة أحد المغنين أو الممثلين؟

    وما كانت ردة فعل المعجبني ؟

    ردحذف
  2. أشكرك أختنا أسماء لحضورك وتعليقك ..

    بارك الله فيك ِ ..

    أنا مقاطع الفيسبوك في الواقع ، لذا لم يمكنني النشر هناك ..

    فما أسعى إليه الآن هو وجود متطوعين يشاركوني في نشر الحملة وإيصالها لصفحات الممثلين على الفيسبوك ..

    إذا حضرتك لك ِ صفحة ياليت تشاركينا .. ولك ِ الأجر إن شاء الله .. أو على الأقل تُعلمي من يمكن له القيام بذلك ..

    جزاك ِ الله خيرا

    ردحذف
  3. لحكم المضطر .. للأسف لا سبيل للنشر إلا الفيسبوك ..

    تم عمل صفحة للحملة عليه :

    http://www.facebook.com/pages/%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%AD%D8%A8/220558498008723

    أرجو من الجميع التفاعل والنشر ..
    جزاكم الله خيرا ..

    ردحذف
  4. جزاك الله كل خير اخي الكريم
    ونفع الله بك الامة

    ردحذف
  5. وإياكم أختنا الفاضلة ..

    آمين .. بارك الله فيك ِ ..

    مشكورة للتعليق والمساهمة في النشر ..

    جعله الله في ميزان حسناتك ..

    ردحذف
  6. ما شاء الله

    جزاك الله خيرا أخي ونفع بك

    الحملة جميلة جدا إن شاء الله بننشرها ع الفيس

    ردحذف
  7. شكرًا لك (غير معرف) جزاك الله خيرًا وتقبل منك

    ردحذف